رواية عاشت له كاملة
ربما كان معظم عذاب المحبين ، هو انهم لا ينالون ما يتمنونه .. وهذا ببساطة ما حدث لداليا الفتاة الرقيقة البريئة التي وقعت في حب الرجل الذي أنقذ حياتها ، والذي خطب أختها فيما بعد .. إنه حقا شخص مختلف وغريب .. ترك كل شيء وراءه وغادر إلى إفريقيا الجنوبية .. لكن ، وفي ليلة ممطرة .. حدث مالم يكن في الحسبان
***
:الإيرلندي الأسمر
الظلام يلف غرفة الاستقبال التابعة لمنزل عائلة سميث ، مدفأة الحطب مشتعلة و لهب نارها يتلوى ، الأسطوانة تبث أغنية حب بصوت ناعم و عذب ، بينما داليا سميث متكورة حول وسائد الأريكة ، تدندن مع الأغنية و تبتسم و تتذكر ما حصل صباح هذا اليوم بين عمها هاري و زوجته سوزان . هذه الأخيرة كانت تصر على زوجها أن يصطحبها في المساء خارج المنزل .. و كانت داليا تتذكر المشهد ثانية .. و العمة سوزان تعلن بصوت مضطرب
أرفض أن أكون هنا عندما يأتي شيريدان لاصطحاب هيلين .. إنه من بيئة مختلفة تماما و لا أفهم لماذا تفسح له هيلين في المجال بوقاحة قابلة دعوته .. لا يمكن للواحد منا أن يشعر بارتياح مع هذا الإنسان المتكبر
:اعترض العم هاري على نظرة زوجته السلبية وقال
ما بالك يا سوزان ، أعترف أنني لا أحبذ كليا هذه الصداقة بين هيلين و بين شيريدان ، لكن لا يجب أن نحكم عليه مسبقا ، في كل حال إن حكمك في غير محله
نظرت العمة سوزان إلى زوجها في مرآة المدخل و هي تعتمر قبعة صغيرة ، و كانت مضطربة ، غاضبة فأضافت
و ماذا تعني بالضبط ؟
:رد عليها هاري قائلا
ليس شيريدان كبقية الشبان الذين تعودنا رؤيتهم هنا في المنزل ، أليس كذلك ؟ إنه يقلقك لأنه ليس واحدا من هؤلاء الشبان المتحذلقين الذين لا يفكرون إلا في الرقص و السباحة و كرة السلة .. إنه رجل أعمال كبير ، قاس و عنيد و لا يمكنه تجنب الظهور بمظهر المدير ، مثلما لا يمكنني تجنب الظهور بمظهر مدير شركة التأمين .. ماذا يمكنه فعله إذا كانت الطبيعة وهبته بنية ممشوقة متناسقة ، تجعله مختلفا عن معظم الذين تعودنا رؤيتهم ؟
أُعجبت داليا بكلام عمها ، لأن بيتر شيريدان يتمتع برجولة بارزة و أكيدة
:لكن العمة أصرت في عناد على القول
لا شك أنه رجل يتمتع بخبرة طويلة ،إذ لا يمكن لواحد في السابعة و الثلاثين من عمره أن يبدو بهذه القساوة ما لم يكن عاش حياة مليئة بالتجارب على أنواعها .. لذلك ، لا أريد أن تعاشره إحدى بنات أخيك ، لا شك أنه يتردد بصورة مستمرة على النوادي الليلية حيث يحصل كل ما هناك من أمور غير اعتيادية
:ضحك هاري وقال
دعك من هذه الاحتمالات التافهة يا سوزان ، في أي حال إن هيلين فتاة ناضجة ، تجاوزت الحادية و العشرين ، و هي قادرة أن تسهر على نفسها كما يجب .. بينما لو كانت داليا هي المدعوة ، لكان من حقك أن تقلقي ، يا زوجتي العزيزة
و لما تذكرت داليا هذا الكلام ، ضاعت البسمة على وجهها الذي اكفهر فجأة ، و تناولت قطعة شوكولا و وضعتها في فمها بعصبية كأي فتاة في التاسعة عشرة .. للأسف إنها تبدو للغير و كأنها ما زالت تجهل كل شيء عن أسرار الوجود و الحياة
***
:الإيرلندي الأسمر
الظلام يلف غرفة الاستقبال التابعة لمنزل عائلة سميث ، مدفأة الحطب مشتعلة و لهب نارها يتلوى ، الأسطوانة تبث أغنية حب بصوت ناعم و عذب ، بينما داليا سميث متكورة حول وسائد الأريكة ، تدندن مع الأغنية و تبتسم و تتذكر ما حصل صباح هذا اليوم بين عمها هاري و زوجته سوزان . هذه الأخيرة كانت تصر على زوجها أن يصطحبها في المساء خارج المنزل .. و كانت داليا تتذكر المشهد ثانية .. و العمة سوزان تعلن بصوت مضطرب
أرفض أن أكون هنا عندما يأتي شيريدان لاصطحاب هيلين .. إنه من بيئة مختلفة تماما و لا أفهم لماذا تفسح له هيلين في المجال بوقاحة قابلة دعوته .. لا يمكن للواحد منا أن يشعر بارتياح مع هذا الإنسان المتكبر
:اعترض العم هاري على نظرة زوجته السلبية وقال
ما بالك يا سوزان ، أعترف أنني لا أحبذ كليا هذه الصداقة بين هيلين و بين شيريدان ، لكن لا يجب أن نحكم عليه مسبقا ، في كل حال إن حكمك في غير محله
نظرت العمة سوزان إلى زوجها في مرآة المدخل و هي تعتمر قبعة صغيرة ، و كانت مضطربة ، غاضبة فأضافت
و ماذا تعني بالضبط ؟
:رد عليها هاري قائلا
ليس شيريدان كبقية الشبان الذين تعودنا رؤيتهم هنا في المنزل ، أليس كذلك ؟ إنه يقلقك لأنه ليس واحدا من هؤلاء الشبان المتحذلقين الذين لا يفكرون إلا في الرقص و السباحة و كرة السلة .. إنه رجل أعمال كبير ، قاس و عنيد و لا يمكنه تجنب الظهور بمظهر المدير ، مثلما لا يمكنني تجنب الظهور بمظهر مدير شركة التأمين .. ماذا يمكنه فعله إذا كانت الطبيعة وهبته بنية ممشوقة متناسقة ، تجعله مختلفا عن معظم الذين تعودنا رؤيتهم ؟
أُعجبت داليا بكلام عمها ، لأن بيتر شيريدان يتمتع برجولة بارزة و أكيدة
:لكن العمة أصرت في عناد على القول
لا شك أنه رجل يتمتع بخبرة طويلة ،إذ لا يمكن لواحد في السابعة و الثلاثين من عمره أن يبدو بهذه القساوة ما لم يكن عاش حياة مليئة بالتجارب على أنواعها .. لذلك ، لا أريد أن تعاشره إحدى بنات أخيك ، لا شك أنه يتردد بصورة مستمرة على النوادي الليلية حيث يحصل كل ما هناك من أمور غير اعتيادية
:ضحك هاري وقال
دعك من هذه الاحتمالات التافهة يا سوزان ، في أي حال إن هيلين فتاة ناضجة ، تجاوزت الحادية و العشرين ، و هي قادرة أن تسهر على نفسها كما يجب .. بينما لو كانت داليا هي المدعوة ، لكان من حقك أن تقلقي ، يا زوجتي العزيزة
و لما تذكرت داليا هذا الكلام ، ضاعت البسمة على وجهها الذي اكفهر فجأة ، و تناولت قطعة شوكولا و وضعتها في فمها بعصبية كأي فتاة في التاسعة عشرة .. للأسف إنها تبدو للغير و كأنها ما زالت تجهل كل شيء عن أسرار الوجود و الحياة
رواية عاشت له كاملة
Comments
Post a Comment